2025-06-15

العوامل الإقتصاديّة والإجتماعيّة التي تؤثر في ارتفاع اسعار العقارات

تشهد أسعار العقارات تغيّرات مستمرة ترتبط بشكل مباشر بعدد من العوامل الإقتصاديّة والإجتماعيّة التي يصعب تجاهلها، فالإرتفاع في تكلفة المعيشة، وزيادة الطلب على السكن، وتحسّن مستوى الدخل، كلها عناصر تؤثر بشكل كبير على حركة السوق العقاري، كما تلعب سياسات التمويل والتوسع العمراني والهجرة الداخلية دورًا إضافيًا في تشكيل هذا الإرتفاع في هذا المقال، سنتعرّف على أهم العوامل التي تؤدي إلى ارتفاع أسعار العقارات، وكيف يمكن للمستثمرين والمشترين فهم السوق واتخاذ قراراتٍ ذكية.

العوامل الإقتصاديّة

1- العرض والطلب: يُعتبر عامليّ العرض والطلب أحد العوامل الرئيسيّة التي تؤثر في ارتفاع أسعار العقارات، فعندما يكون الطلب على العقارات أعلى من العرض يحدث نقص في العروض المتوفرة ويزداد سعر العقارات، فالعرض والطلب يتأثر بعدّة عوامل مثل التغيرات الديموغرافيّة، التغيرات الإقتصاديّة والتوجهات الثقافيّة، فيُمكن أن يكون لزيادة السكّان والهجرة إلى مناطق مُعينة تأثير كبير على طلب العقارات وبالتالي يؤدي إلى ارتفاع اسعارها، وفي حالة التوسّع العمراني السريع يتم تطوير المزيد من المباني والمشاريع مما يقلل من الطلب ويؤدي إلى استقرار الأسعار، أو ربما انخفاضها.

2- التضخّم الإقتصاديّ: التضخّم الإقتصادي هو واحدًا من العوامل التي تؤدي إلى ارتفاع اسعار العقارات، فعندما يحدث التضخّم الإقتصادي يزداد السعر العام للسلع والخدمات بما في ذلك العقارات، فالتضخم يرتبط بزيادة كميّة الأموال المُتداولة في الإقتصاد الأمر الذي يجعل المالك يفقد قيمته الشرائيّة، الأمر الذي يدفع الناس للبحث عن استثمار آمن لأموالهم.

3- الفائدة البنكيّة: تلعب الفائدة البنكيّة دورًا كبيرًا في ارتفاع أسعار العقارات، فعندما تكون مُعدلات الفائدة مُنخفضة يُصبح الإقتراض أرخص وأكثر جاذبيّة ومن الشائع أن يقوم المُستثمرون بالإقتراض لشراء عقارات وتأجيرها أو بيعها لاحقًا بربح أكبر، فهذا الإقراض السهل يُقلل من التكلفة العامّة للمُشتري ويزيد من الطلب على العقارات، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها في نهاية المطاف، على الجانب الآخر عندما تكون أسعار الفائدة مُرتفعة يزداد تكلفة الإقتراض ويُعتبر الإستثمار في العقارات أقل جاذبيّة مما يُقلل من الطلب وقد يؤدي إلى استقرار أو انخفاض في أسعار العقارات.

العوامل الإجتماعيّة

1- زيادة السكّان: تُعتبر زيادة السكّان والطلب على السكن أحد العوامل الإجتماعيّة المؤثرة في ارتفاع أسعار العقارات، فمع زيادة عدد السكّان يزداد الطلب على العقارات وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة الأسعار، فالأماكن ذات الكثافة السكّانيّة العاليّة يُعتبر أكثر عرضة لإرتفاع أسعار العقارات نظرًا للإزدحام والطلب العالي على السكن في هذه المناطق، كما يُمكن أن تؤدي الزيادة السكّانيّة الناجمة عن النمو الإقتصاديّة والهجرة إلى ارتفاع في الأسعار حيث يكون الطلب أعلى من العرض وبالتالي يصعب الحصول على سكن بأسعار معقولة للأفراد.

2- تغيّرات في أنماط المعيشة والإحتياجات السكنيّة: تلعب التغيّرات في أنماط المعيشة والإحتياجات السكّانيّة دورًا كبيرًا في ارتفاع اسعار العقارات، فمع تغيّر احتياجات السكّان ومُتطلباتهم يتغيّر الطلب على أنواع مُعينة من العقارات وبالتالي قيمتها، كما يمكن أن تؤدي التغيرات في أنماط العيش مثل زيادة الطلب على العقارات ذات الحدائق الخاصّة أو المساحات الخارجيّة إلى ارتفاع أسعار هذه العقارات وبالتالي يجب مُراعاة التغيرات في أنماط العيش والإحتياجات السكنيّة عند تحليل اسعار العقارات وتوجيه الإستثمارات العقاريّة.

3- التوزيع الجُغرافي للعقارات: يؤثر التوزيع الجُغرافي للعقارات بشكلٍ كبير على اسعارها ففي المناطق ذات الطلب العالي تكون العقارات أكثر قيمة وعلى العكس من ذلك في المناطق التي تُعاني من فائض من العقارات والعرض يفوق الطلب، كما أن الخدمات والمرافق المُتاحة تلعب دورًا في تحديد أسعار العقارات فالمناطق ذات البنية التحتيّة المُتطورة والخدمات العامّة المُتوفرة تكون أكثر قيمة وتمتاز بأسعارٍ أعلى.