أعمال البناء والتشييد هي من أخطر الأعمال في العالم، حيث يتعرض أكثر من 60 ألف عام سنويًا إلى حوادث في مواقع البناء، ويُصاب آخرون أو يُعانون من أمراض مهنية الأمر الذي يؤثر سلبًا على إنتاجية صناعة البناء وجودتها وسمعتها، ومع التطور الكبير الذي حدث في قطاع التكنولوجيا في الآونة الأخيرة أصبحت التكنولوجيا جزء من الحفاظ على سلامة الأفراد في مواقع البناء، حيث أنها يُمكن أن تُساعد في مراقبة المخاطر ومنعها بالإضافة إلى تحسين التواصل والتعاون وتعزيز التدريب والتعليم لعمال البناء، وفي هذا المقال المُقدم من منصة طابو العقاري نُسلط الضوء على كيفيّة إستغلال التكنولوجيا في تعزيز الصحة والسلامة في مواقع البناء وما هي التحديات التي قد تُواجهها.

استخدام طائرات بدون طيار

يُمكن استخدام الطائرات بدون طيار في مواقع البناء لتفتيش ومسح مواقع البناء من الأعلى والتقاط الصور ومقاطع الفيديو عالية الدقة تجنبًا للمخاطر المحتملة في الموقع المُستهدف، كما يُمكنها أيضًا أن تقوم بتوصيل المواد والمعدات إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها الأمر الذي يقلل من حاجة العمال للتسلق أو رفع الأحمال الثقيلة.

أجهزة الإستشعار

يُمكن تركيب أجهزة الإستشعار في أجزاء مختلفة من موقع البناء مثل السقالات، الرافعات، الآلات وما إلى ذلك لنقل وقياس البيانات حول درجة الحرارة، الرطوبة، الإهتزاز، الضغط وما إلى ذلك والعلامات الحيوية من مثل معدل ضربات القلب، ضغط الدم، مستوى التعب، حيث يُمكن أن تُساعد هذه البيانات في تحديد أي مواقف غير طبيعيّة أو خطيرة، وتنبيه العمال أو المديرين وفقًا لتلك النتائج.

الكاميرات

يتم استخدام الكاميرات لتسجيل وبث الفيديو المُباشر لموقع البناء، مما يسمح للمدراء والمُشرفين من مراقبة أنشطة الموقع عن بُعد والتدخل إذا لزم الأمر، ويُمكن أيضًا الكاميرات بقدرات الذكاء الإصطناعي لتحليل لقطات الفيديو وإكتشاف أي إنتهاكات لقواعد السلامة، والتعلم الآلي.

الخوذات الذكية

يُمكن للعمال من استخدام الخوذات الذكية لحماية رؤوسهم من التأثر بالضربات المُحتملة في مواقع البناء، وتزويدهم بالمعلومات والإرشادات في كيفيّة استخدامها، كما يُمكن من أن تحتوي الخوذات الذكية على مكبرات الصوت، وميكروفونات وكاميرات وأجهزة إستشعار مدمجة يُمكنها تمكين الإتصال والتنقل في مواقع البناء بسهولة وسلاسة.

الهياكل الخارجية القابلة للإرتداء

يُمكن للعمّال من استخدام الهياكل الخارجية القابلة للإرتداء، لتعزيز قوتهم وقدرتهم على التحمل والتقليل من إجهادهم وخطر الإصابة، كما يُمكن أن تحتوي الهياكل الخارجية القابلة للإرتداء على أجهزة إستشعار وآليات تغذية راجعة يُمكنها مراقبة مستوى المُساعدة وتعديله وفقًا لإحتياجات العامل وتفضيلاته، بالإضافة إلى أنها تُساعد في تقليل عامل الخطأ البشري، وتقديم ملاحظات وإرشادات في الوقت الفعلي للعاملين حول كيفية تجنب المخاطر أو التعامل معها، والمُساعدة في جمع البيانات القيمة وتخزينها للتحليل المستقبلي.

تطبيقات الهاتف المحمول

باستخدام تطبيقات الهاتف المحمول يُمكن لشركات البناء تعزيز ثقافة السلامة والوعي بالمخاطر بين العمال، الأمر الذي يُسهم في تحقيق بيئة عمل أكثر أمانًا وتقليل حوادث العمل والإصابات المُحتملة، حيث تُقدم العديد من المزايا في تحسين إجراءات السلامة في مواقع البناء، فهي توفر وسيلة سهلة وفعّالة لتبادل المعلومات حول السلامة بين العمّال والإدارة، حيث يُمكن للعمال استخدام هذه التطبيقات للوصول إلى تعليمات السلامة والتدابير الوقائيّة بسهولة، كما يُمكنهم تسجيل المخاطر والحوادث والإصابات عبر التطبيقات مما يُساعد في تحسين توثيق السلامة وتحليل البيانات لتحسين السلامة في المستقبل.

استخدام الروبوت في المهام الخطرة

تُسهم الأتمتة التي تُمكنها الروبوتات في تحقيق ثورة في العديد من الصناعات عبر تولي مهام تُعتبر خطيرة للبشرية بشكل عام، حيث تتفوق هذه الآلات المتطورة في تنفيذ العمليات التي تتطلب جهدًا بدنيًا بكفاءة وأمان، بالإضافة إلى قدرتها على التعامل مع المهام المُرتبطة بمستويات عالية من المخاطر، ومن خلال تنفيذ هذه المهام لا تحمي الأتمتة العاملين البشر فحسب بل أنها تُساهم أيضًا في إيجاد بيئة عمل أكثر إنتاجيّة بشكلٍ عام، وبشكل عام يُظهر دمج الروبوتات في المهام الخطرة فوائد عديدة منها تحسين السلامة، زيادة الإنتاجية، والإستخدام الأمثل للموارد البشرية.