تعاقبت الكوارث الطبيعيّة على مرَّ العصور والتاريخ، خلّفت وراءها علامات وآثار واضحة من الدمار والخسارة، حيث تعرض ملايين الأشخاص من سكّان العالم إلى مخاطر غير مسبوقة في الأرواح والمباني نتيجةً للكوارث الطبيعيّة من الزلازل والأعاصير والعواصف والفيضانات وحرائق الغابات التي أدت إلى وفاة الآلاف، وفي مقالنا اليوم نستعرض ونستكشف الكوارث الطبيعيّة التي قضت على مجتمعات كبيرة على مر السنوات وتسببت بأضرار هائلة في الأرواح والمباني.
يُمكن تلخيص مفهوم الكوارث الطبيعيّة بقولنا أنها أحداث كبيرة تحدث بسبب الطبيعة، وتؤدي بدورها إلى إيذاء في أرواح الأشخاص وإتلاف البيئة المُحيطة بهم من مباني وعقارات، والجدير بالذكر أنها تأتي على عدّة أشكال منها الزلازل، الأعاصير المصحوبة برياح قوية، والفيضانات أو ثوران البراكين بالحِمم الساخنة، وتحدث هذه الكوارث الطبيعيّة نتيجةً لأسباب معقدة ومتعددة الأوجه، بدءًا من تحرك الصفائح التكتونية في أعماق قشرة الأرض إلى التفاعيل الديناميكي للظروف الجوية في الأعلى، كما أن حركات الصفائح التكتونية التي تتميّز بتحرك وإصطدام الصفائح القشرية للأرض هي المسؤولة عن الزلازل والإنفجارات البركانية وأمواج تسونامي، وفي ذات الوقت تُساهم الظروف الجوية مثل تصادم الكُتل الهوائيّة وتدرجات درجات الحرارة ومستويات الرطوبة في تكوين الأعاصير والزوابع والفيضانات.
ثوران جبل فيزوف
ثوران بركان جبل فيزوف هو من الكوارث الطبيعيّة المدمرة التي تسببت فقدان في الأرواح والمباني والممتلكات، وحدث هذا الحدث الكارثي والتاريخي في مقاطعة كامبانيا الرومانية القديمة وأوقعت عواقب وخيمة على هذه المدن المزدهرة، وتزامنًا مع ثوران البركان، أُطلق العنان لمزيج من الرماد والخفاف والغاز، ودُفنت مدينتي بومبي وهيركولانيوم تحت غطاء سميك من الحطام البركاني، وانتهت حياة سكّان هذه المُدن في لحظة وبشكلٍ مأساوي أثناء هروبهم من هذه الكارثة وتجمدوا في مكانهم بسبب الإنفجار البُركانيّ.
زلزال تانغشان
زلزال تانغشان الذي حدث في عام 1976 هو واحدًا من أكثر الزلازل كارثية الأحداث في تاريخ الصين، وقع هذا الزلزال بقوة تتراوح ما بين 7.5 إلى 7.6 متر على مقياس ريختر وأودى بحياة مئات الآلاف من الأشخاص وخلّف عددًا لا يُحصى من الجرحى، وكان تأثير هذا الزلزال إلى حدٍ بعيد حيث تسبب في أضرار جسيمة للبنية التحتية والمنازل والمجتمعات وأدت الهزّات الإرتداديّة إلى تفاقم تلك الكارثة.
تسونامي المحيط الهندي
هو أحد الكوارث الطبيعيّة الأكثر كارثية في عام 2004، نَجَم تسونامي عن زلزال هائل تحت سطح البحر قبالة سواحل سومطرة في إندونيسيا، وفي عام 2004 أطلق العنان لموجة هائلة تردد صداها عبر المُحيط الهندي، وأثرت بدورها على 14 دولة وكان الدمار في ذلك الوقت سريعًا وساحقًا، حيث تفاجأت المجتمعات الساحلية، ووصلت الموجة آنذاك إلى 100 قدم، وابتلعت القُرى بأكملها وكان حجم الدمار هائلاً والخسائر مذهلة.
زلزال هايتي
تسبب هذا الزلزال بخسار بشرية هائلة ودمار بقوة كارثية، وترك دولة هايتي الدولة الأفقر في نصف الكرة الغربي في حالة خراب ودمار، وكان مركز الزلزال بالقرب من العاصمة بورت أو برنس حيث إنهار عدد لا يُحصى من المباني مما أدى إلى محاصرة الناجين تحت أكوام من الأنقاض، وكان الطريق طويل وشاق في إعادة التعافي وإعادة بناء البنية التحتية وإستعادة سبل العيش.
إعصار كاترينا
هو أحد أكثر الأعاصير دموية في تاريخ الولايات المتحدة عن أوجه قصور خطيرة في جهود الإستعداد للكوارث والإستجابة لها والتعافي منها، حيث أدى فشل السدود إلى حدوث فيضانات واسعة النطاق وخسائر في الأرواح الأمر الذي أدى إلى تقطع السبل بالألاف من الأشخاص من هم في حاجة ماسّة إلى المُساعدة.
زلزال كانتو الكبير
شهدت مدينة طوكيو في اليابان دمارًا غير مسبوق في عام 1923، حيث اهتزت الأرض بقوة كبيرة الأمر الذي أدى إلى حدوث زلزال كارثي في المنطقة، مما تسبب في إنهيار في المبنى واشتعال الحرائق بشكل لا يُمكن السيطرة عليه واجتاحت موجات تسونامي المناطق الساحلية وأدت بدورها إلى خسائر فادحة في الأرواح والمُمتلكات ولقي الآلاف من الأِخاص حتفهم في هذه الكارثة المدمرة، وتحول عدد لا يُحصى من المنازل والشركات إلى دمار كبير وشامل.
تناولت هذه المقالة الكوارث الطبيعيّة الأكثر تدميرًا بالأرواح والأبنية والمتتلكات عبر مرَّ التاريخ والعصور، وعلى الرغم من أن الكارثة الطبيعيّة لا يُمكن التنبؤ بها من قبل، إلّا أنه بوسعنا أن نسلح أنفسنا بالمعرفة والإستعداد والتصميم على إعادة البناء وصياغة مستقبل أفضل.
فريق منصة طابو العقاري