مع تزايد الطلب على السكن والاستثمار العقاري في العديد من الدول، بات من اللافت الارتفاع المستمر في أسعار العقارات، الأمر الذي أثار تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة، فارتفاع أسعار العقارات لا يحدث بمعزل عن المؤثرات الإقتصادية والاجتماعيّة إلى جانب التغيّرات في أنماط المعيشة والتطلعات المجتمعية، يهدف هذا المقال إلى تحليل أبرز العوامل الاقتصادية والاجتماعية التي تسهم في ارتفاع أسعار العقارات، مع تسليط الضوء على آثارها على الأفراد والاقتصاد بشكل عام.
1- العرض والطلب: العرض والطلب هو أحد العوامل الرئيسيّة التي تؤثر في ارتفاع أسعار العقارات، فعندما يكون الطلب على العقارات أعلى من العرض يحدث نقص في العروض المُتوفرة ويزداد سعر العقارات، كما أن العرض والطلب يتأثر بعدّة عوامل منها التغيرات الديموغرافيّة، الإقتصاديّة والتوجهات الثقافيّة كما يُمكن أن يكون لزيادة السكّان والهجرة إلى مناطق مُعينة تأثير كبير على طلب العقارات وبالتالي يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.
2- التضخم الإقتصادي:التضخم الإقتصادي واحدًا من العوامل التي تؤدي إلى ارتفاع أسعار العقارات، فعندما يحدث تضخّم اقتصادي يزيد السعر العام للسلع والخدمات بما في ذلك العقارات، ويرتبط التضخّم بزيادة كميّة الأموال المُتداولة في الإقتصادي الأمر الذي يجعل المال يفقد قيمته الشرائيّة مما يدفع الناس للبحث عن استثمار آمن لأموالهم.
3- الفائدة البنكيّة:تلعب الفائدة البنكيّة دورًا كبيرًا في أسعار العقارات، فعندما تكون مُعدلات الفائدة مُنخفضة يُصبح الإقتراض أكثر جاذبيّة، والجدير بالذكر أن المُستثمرون العقاريّون يقومون بالإقتراضي لشراء عقارات وتأجيرها أو بيعها لاحقًا بربح كبير، مما يزيد من الطلب على العقارات وبالتالي ارتفاع اسعارها.
1- زيادة السكّان والطلب على السكن: تُعد زيادة السكّان والطلب على السكن أحد العوامل الإجتماعيّة التي تؤثر بشكلٍ كبير على ارتفاع أسعار العقارات، فمع زيادة عدد السكّان يزداد الطلب على العقارات، وهذا يؤدي إلى زيادة الأسعار، فالأماكن ذات الكثافة السكّانيّة العالية هي الأكثر عرضة لإرتفاع أسعار العقارات نظرًا للإزدحام والطلب العالي على السكن في هذه المناطق، كما يُمكن أن تؤدي الزيادة السكّانية الناجمة عن النمو الإقتصادي والهجرة إلى ارتفاع الأسعار حيث يكون الطلب اعلى من العرض وبالتالي يصعب الحصول على سكن بأسعار معقولة للأفراد.
2- التغيرات الديموغرافيّة وتأثيرها على الأسعار: تؤثر التغيّرات الديموغرافيّة على أسعار العقارات بشكلٍ كبير فمع تغيّر تركيب السكّان يتغيّر الطلب على العقارات وقيمتها فعندما يتزايد عدد الشباب يزداد الطلب على شقق الأستوديو والشقق الصغيرة المُناسبة لهم مما يؤدي إلى ارتفاع اسعار العقارات، على الجهة المُقابلة عندما يتزايد عدد كبار السكن قد يكون هُناك طلب أقل على العقارات الكبيرة والمكتبات التجاريّة مما يؤدي إلى انخفاض أسعارها.
3- التغيّرات في أنماط المعيشة والإحتياجات السكنيّة: تلعب التغيّرات في أنماط المعيشة دورًا كبيرًا في ارتفاع أسعار العقارات، فمع تغيّر احتياجات السكّان ومُتطلباتهم يتغيّر الطلب على انواع مُعينة من العقارات وقيمتها، على سبيل المثال في حال زيادة الطلب على الشقق الصغيرة ذات التشطيبات العصريّة والمرافق العصريّة يُمكن أن يتزايد سعر هذا النوع من العقارات كما يُمكن أن تؤدي التغيّرات في أنماط المعيشة مثل زيادة الطلب على العقارات ذات الحدائق الخاصّة والمساحات الخارجيّة إلى ارتفاع أسعار العقارات.