كيف تختار سخّان شمسي مُناسب لإحتياجات منزلك ؟

في ظل ارتفاع أسعار الطاقة والاهتمام المتزايد بالحلول الصديقة للبيئة، أصبح السخان الشمسي خيارًا ذكيًا وفعّالًا لتوفير المياه الساخنة في المنازل، لكن مع تنوّع الأنواع والقدرات والأنظمة المتاحة في السوق، قد تبدو عملية اختيار السخان الشمسي المناسب معقّدة للبعض،هذا المقال يقدّم دليلاً عمليًا يساعدك على فهم العوامل الأساسية التي ينبغي أخذها بعين الإعتبار، مثل حجم الأسرة، كمية استهلاك المياه، طبيعة المناخ في منطقتك، ونوعية نظام السخان، لتتمكن من اتخاذ قرار مدروس يتناسب مع احتياجات منزلك ويوفّر لك الطاقة والتكاليف على المدى الطويل.

1- طبيعة المُناخ ومستوى درجات الحرارة

يلعب المُناخ دورًا كبيرًا في تحديد نوع السخّان المُلائم لإحتياجاتك ففي المُناخ البارد نسبيًا والأماكن التي تتعرّض لكميّات قليلة من أشعة الشمس يُفضّل استخدام أنظمة سخّانات شمسيّة ذات نقل مائي قسري مع خزّان تجميع كبير ومعزول بشكلٍ جيّد لمنع فقدان الحرارة للوسط الخارجي، كما أن المناطق التي قد تتعرض لمستويات حرارة مُنخفضة كفاية لتجمد المياه تتطلّب أنظمة سخّانات شمسيّة مع صمامات لتصريف المياه، حيث أن تجمّد المياه ضمن الأنابيب قد يؤدي إلى تلفها تمامًا، وعلى الصعيد الآخر المناطق الحارّة فأنظمة السخّانات ذات النقل المائي الذاتي تُعد كافية لأداء المهمة كما أن حجم خزّان التجميع اللازم يكون أصغر نتيجةً القُدرة الكبيرة للسخّان.

2- كميّة الماء الساخن اللازمة يوميًا

كميّة المياه اللازمة بشكلٍ يوميّ هي المعيار الأساسي الذي يُحدد حجم نظام السخّان الشمسي المطلوب وهذه الكميّة تتبع لعوامل عدّة قد تتراوح من نمط الحياة، ومقدار الجلي والتنظيف والإستحمام وغيرها، وعدد الأشخاص المُقيمين في المنزل الذي سيخدمه نظام السخّان الشمسي بالمتوسط يحتاج الشخص الواحد ما يُقارب 70 لترًا من الماء الساخن كحد أقصى يوميًا وبمُضاعفة العدد بحسب الأفراد المُستفيدين من السخّان الشمسي تحصل على حجم خزّان الجمع اللازم.

3- جودة العزل الحراري لخزّان الجمع

في حال كُنت تقوم بتركيب السخّان الشمسي في الصيف فالعزل الحراري ليس ضروريّا كون هذه السخّانات تكون قيد الإستخدام في فصل الصيف فقط، حيث أن الحرارة العالية لا تسكح بخسارة الكثير من حرارة الماء الساخن، لكن في الأماكن الحارّة جدًا فالعزل يُعد ضروري للغاية فمن ناحية المُناخ الجاف يؤثر على درجات الحرارة ويجعلها تنخفض بشدّة ليلاً مما يفقد السخّان فاعليته ليلاً أو في الصباح الباكر ومن الناحية الأخرى غياب العزل يعني أن نظام السخّان الشمسي لن يُحقق الفائدة المرجوة في فصل الشتاء، ففي المناطق الباردة يُشكّل العزل الحراري ضرورة لا بُدَّ منها فترك الخزّان دون عزله بشكلٍ يوميّ يعني أن حرارة الماء ستُفقد بسهولة وسرعة بحيث يُصبح استخدام السخّان الشمسي دون فائدة حقيقيّة.

4- نظام شمسي فعّال أو ذاتي

يُعد نظام السخّان الشمسي الذاتي هو الشكل الأبسط للسخّانات الشمسيّة كونه يعتمد على أن الماء البارد أثقل من الماء الساخن وبوضع خزّان التجميع على سوية أعلى من أنابيب التسخين ينتقل الماء عند تسخينه إلى الأعلى مُتيحًا المجال للماء البارد الهبوط للأسفل، وبالتالي الحصول على الحرارة وعلى الرغم من أن هذا النظام يُعد فعّال بشكلٍ كبير وأقل حاجة للصيانة إلا أنه لا يقدم نفس المستوى الموجود في السخّانات الفعّالة ويناسب المُناخ الحار والأعداد الصغيرة من المُستفيدين من الماء الساخن.