بيع المنزل يُعدّ من أكبر القرارات المالية والعاطفية التي يتخذها الإنسان، وغالبًا ما يُتوقع أن تتم العملية بسلاسة وسرعة، خاصةً في سوق عقاري نشط لكن أحيانًا، تمر الأسابيع وربما الأشهر دون أن يتلقى المنزل أي عرض جاد، مما يثير التساؤلات والقلق لدى البائع: "لماذا لا يُباع منزلي؟" قد تبدو الأسباب غامضة أو محبطة، لكنها في الغالب تتعلّق بعوامل يمكن السيطرة عليها في هذا المقال، سنستعرض أبرز الأسباب التي قد تعيق بيع المنزل وسنقدم نصائح عملية تساعدك على جعل منزلك أكثر جاذبية في أعين المشترين المحتملين.

1- السعر المُرتفع

يُعد تسعير العقار بشكلٍ مُبالغ فيه أحد الأسباب وراء فشل بيع المنزل في السوق العقاري ففي كثيرٍ من الأحيان يضع المالك سعرًا يفوق القيمة السوقيّة الحقيقيّة للعقار، إمّا نتيجة تقدير شخصي أو بالإعتماد على أسعار سابقة لم تعد تعكس الوضع الحالي للسوق، والجدير بالذكر أن المُشترون اليوم أصبحوا أكثر دراية بالأسعار بفضل انتشار المنصات العقاريّة والتقارير السوقيّة، الأمر الذي يجعلهم يُقارنون الأسعار بدقة بين العقارات المُتاحة، فعندما يُلاحظون أن المنزل المعروض يتجاوز متوسط الأسعار فإنهم في الغالب يبتعدون عن شراء هذا العقار.

2- افتقار المنطقة للخدمات

في بعض الأحيان تقع بعض المنازل في مناطق بعيدة عن مراكز الأعمال أو تفتقر إلى المدارس والمُستشفيات والمرافق الأخرى مثل المطاعم، المولات، والشواطئ مما يجعلها أقل جذبًا للمُشترين خاصةً العائلات كما أن وجود العقار في منطقة مُزدحمة أو قريبة من مصادر إزعاج مثل مواقع البناء أو الطُرق السريعة من شأنه أن يؤثر سلبًا على قرار الشراء.

3- التصميم الداخلي للعقار

العقار الذي يُعاني من مشاكل واضحة في الصيانة مثل تشققات الجُدران وتسربات المياه أو الأنظمة الكهربائيّة المُتضررة غالبًا ما تُثير القلق لدى المُشترين وتدفعهم للبحث عن خيارات أخرى أكثر جاهزيّة للسكن، بالإضافة إلى ذلك فإن التصميم الداخلي غير العملي أو التصميم الذي لا يتماشى مع الذوق العصري، قد يؤثر بشكل كبير على قرار الشراء فالمُشترون يبحثون عن منازل ذات مساحات مرنة تُلائم احتياجاتهم المُختلفة مثل المطابخ المفتوحة والغرف متعددة الإستخدامات أو مساحات العمل داخل المنزل، فضلاً عن ذلك فإن توفّر الإضاءة الطبيعيّة وتوزيع الغرف بطريقة ذكيّة ومُريحة أصبح عنصرًا أساسيًا يؤثر على قرار الشراء.

4- ضعف التسويق العقاري

من الأخطاء الشائعة المُتبعة في التسويق العقاري استخدام صور ذات جودة رديئة لا تُبرز مُميّزات العقار وعدم إعداد وصف تفصيلي وجذّاب أو غياب الحملات الرقمية المُستهدفة التي تُواكب أساليب البحث الحديثة، كما أن الإعتماد على وسطاء عقاريين يفتقرون للخبرة أو لا يمتلكون شبكة علاقات قوية من شأنه أن يؤدي إلى إدارة فعّالة لعملية البيع.

5- افتقار المبنى للمرافق الأساسيّة

يُعد توفّر المرافق الأساسيّة وجودة الخدمات داخل المبنى من العوامل المحوريّة التي بدورها تؤثر على قرار الشراء، فعندما يفتقر المبنى إلى مرافق أساسيّة فإنه يفقد جزءًا كبيرًا من جاذبيته خاصةً لدى العائلات والمُقيمين الذين يبحثون عن أسلوب حياة مُتكامل، في المُقابل قد تكون المرافق موجودة شكليًا لكنها تُعاني من ضعف في الإدارة أو سوء الصيانة، كأن تكون أنظمة التكييف غير فعّالة أو خدمات الأمن والنظافة دون المستوى المطلوب فهذه العوامل تعكس انطباعًا سلبيًا لدى المُشتري.