كيف أثّرت التكنولوجيا على مفهوم السكن والعقار؟

شهد العالم خلال العقود الأخيرة تطورًا تكنولوجيًا متسارعًا غيّر ملامح الحياة في مختلف جوانبها، ولم يكن قطاع السكن والعقار استثناءً من هذه التحولات، فقد أصبحت التكنولوجيا عنصرًا محوريًا في تشكيل مفهوم السكن، بدءًا من طرق البناء الذكية واستخدام المواد الحديثة، وصولًا إلى تطبيقات العقارات ومنصات التسويق الرقمي التي غيّرت طريقة شراء وبيع وتأجير الوحدات السكنية، ومع بروز مفاهيم مثل "المنزل الذكي" و"المدن الذكية"، أصبح السكن لا يُنظر إليه كمجرد مأوى، بل كمساحة متكاملة تعتمد على تقنيات متقدمة لتحسين جودة الحياة في هذا المقال، نستعرض أبرز أوجه التأثير التي أحدثتها التكنولوجيا على مفهوم السكن والعقار، وكيف أسهمت في إعادة صياغة العلاقة بين الإنسان ومسكنه.

1- تكامل المنازل الذكيّة

أحد أبرز تأثيرات التكنولوجيا على تصميم الشقق في الأردنّ هو دمج أنظمة المنازل الذكيّة، إذ يقوم المطورون العقاريّون بتزويد الشقق بإضاءات ذكيّة وأنظمة تحكّم بالتكييف عبر تطبيقات الهاتف الذكي، بالإضافة إلى أنظمة الأمن المُتطورة مثل كاميرات المُراقبة التي تعتمد على الذكاء الإصطناعي وأنظمة الدخول ببصمة الوجه، وأقفال أبواب يتم التحكّم بها عن بُعد لتعزيز الأمان، بمُساعدات صوتيّة ذكيّة مثل اليكسا، ومن الأمثلة على الأجهزة المنزليّة الذكيّة؛ الثلاجات، والأفران والغسّالات التي يُمكن تشغيلها عن بُعد أو برمجتها لتحسين الكفاءة.

2- التصميم المُستدام وكفاءة الطاقة

من أبرز تقنيات البناء الخضراء المُتطورة في تصميم الشقق؛ ألواح الطاقة الشمسيّة إذ أصبحت العديد من المُجمعات السكنيّة تعتمد على حلول الطاقة الشمسيّة لتقليل الإعتماد على الكهرباء التقليديّة، بالإضافة إلى وجود أنظمة ذكيّة لإدارة المياه تشمل تجهيزات موفرة للمياه وانظمة إعادة تدوير المياه الرماديّة وهو يُعتبر أمر ضروري في بلدٍ يُعاني من شح الموارد المائيّة، فضلاً عن العزل الحراري، والزُجاج المُزدوج الذي بدوره يُقلل من استهلاك الطاقة عبر الحفاظ على درجات حرارة مُستقرة داخل الشقق.

3- البُنية التحتية الذكية

أدى الإتصال الرقمي إلى جعل الإنرنت عالي السرعة أولوية في تصميم الشقق الحديثة، حيث يركز المطورون الآن على اتصالات الإنترنت بالألياف الضوئيّة لضمان تجربة سلسة في العمل من المنزل، وأنظمة إدارة المباني الذكية التي تُراقب وتتحكم في استهلاك الطاقة وإمدادت المياه وإدارة النفايات.

4- وجود تقنيات بناء مُتقدمة

أدت تقنيات البناء المُتطورة إلى بناء أسرع وأكثر فاعليّة من حيث التكلفة نظرًا لإعتمادها على مكونات مبينة بتقنية الطباعة ثُلاثيّة الأبعاد، واستخدام مكونات جاهزة لتسريع عملية البناء وبالتالي تقليل الحاجة إلى العمالة في الموقع، فضلاً عن نمذجة معلومات البناء لمُساعدة المهندسين المعماريين على تحسين تخطيط المساحات وكفاءة البناء واستدامته.

5- تعزيز الأمن والخصوصيّة

يُعتبر عنصر الأمان من الأولويات التي يبحث عنها المُشترين في الأردنّ، إذ توفّر تقنيات الأمان الحديثة في تصميم الشقق إمكانيّة التعرّف على الوجه بالذكاء الإصطناعي لدخول الأشخاص المُصرح لهم فقط وأنظمة الإتصال الداخلي الذكيّة وإدارة الزوّار التي من شأنها تسمح للمُقيمين التحكّم في الدخول عن بُعد.