العوامل التي تؤثر في أسعار العقارات

سوق العقارات من أهم القطاعات الإقتصاديّة في أي دولة، حيث تمثل مرآة حقيقية للوضع الإقتصادي والإجتماعي، وتتأثر أسعار العقارات بمجموعة متنوعة من العوامل التي تتداخل فيما بينها بشكل معقد، ما يجعل من الصعب أحيانًا التنبؤ باتجاهاتها بدقة فمن العوامل الإقتصادية مثل العرض والطلب ومعدلات الفائدة، إلى الجوانب الجغرافية والتنظيمية كالموقع والتخطيط العمراني والسياسات الحكومية، تتشكل منظومة معقدة تؤثر في قيمة العقار بشكل مباشر أو غير مباشر، وفي هذا المقال، سنستعرض أبرز هذه العوامل.

1- التركيبة السكّانيّة

تتناول التركيبة السكّانيّة كافّة التفاصيل الخاصّة بالسكّان مثل العمر، الجنس، والقُدرة الشرائيّة، وتبعًا لتلك التفاصيل يُمكنك أن تُقيّم تغير الأسعار في منطقة ما، فالجدير بالذكر أن ميول شريحة عمرية معينة مثل الشباب إلى السكن في شقق صغيرة أو الإكثار من السفر وعدم الميل إلى تملّك الشقق الكبيرة، كذلك يؤدي إلى تغيّر أسعار سوق العقارات.

2- جغرافيا منطقة العقار

جاء في بعض الإحصاءات أن المُدن غير القابلة للتوسّع مثل المُدن المحدودة بالجبال والسواحل تكون العقارات فيها أغلى من المُدن القابلة للتوسّع بالإضافة إلى نشاط المدينة وجاذبيتها حيث إنه كلما كانت المدينة نشطة إقتصاديًا وتجاريًا وكان محدودة وغير قابلة للتوسّع فسيكون الطلب أعلى من العرض وهذا سيُسبب غلاء في اسعار العقارات في تلك المدينة، وهُناك ايضًا العديد من العوامل الجُغرافيّة التي تؤثر في أسعار العقارات مثل المناخ، الموارد الطبيعيّة وتوفّر المياه، لذا عليك الإنتباه إلى تلك العوامل عند تحديد الإستثمار العقاري المُناسب لك.

3- حالة السوق العقاري وأسعار المنطقة

تؤثر الحالة العامة للسوق العقاري على أسعار العقارات بغض النظر عن تميُّز العقار، وهذا يُسلّط الضوء على أن السوق العقاري يُعد من أهم العوامل التي لا بُدَّ أن يعتبرها المُستثمر العقاري حال شرائه أو بيعه فلا يشتري عقار والسوق مُرتفع ولا يبيع عقار والسوق مُنخفض، فضلاً عن ذلك فالمنطقة الموجودة فيها العقار تؤثر على سعره، فإذا كانت تلك المنطقة مُتوسطة لا ينبغي أن يرتفع سعر العقار فيها عن المُتوسط وأن يتعامل معه المُشتري كأنه عقار في منطقة أرقى، وعلى مالك العقار ألّا يُنفق كثيرًا عليه بحيث أنه إذا أراد بيعه وجد أن المنطقة لا تبيع بالسعر الذي يُريد وخسر جزءًا مما أنفق على عقاره بل ينفقبما يتلائم مع مُتوسط أسعار العقارات في المنطقة.

4- النشاط الإستثماري في المنطقة

تحقق في ما كان هُناك الكثير من المُستثمرين العقاريين في المنطقة أم أن الأغلب من السكّان، فإذا وجدت مُستثمرين كثيرين في المنطقة فهذا يكون دليلاً على ربحيتها، كما يُقصد بالنشاط الإستثماري وجود العديد من الإستثمارات غير العقاريّة في المنطقة، ليدل على تطوّر المنطقة وجذبها للعديد من ذوي الإمكانات العالية.

5- الوضع الإقتصادي

يُعد الإقتصاد عامل قوي جدًا في تغيير أسعار العقارات، فكلما كان الإقتصاد نشطة وارتفع مستوى معيشة الفرد كان أقدر على الإدخار والإستثمار وكلما قلَّ مستوى معيشته كان أحرص على تلبية احتياجاته الأساسيّة.

6- مساحة العقار وهيئته وعُمره

من أهم العوامل التي تؤثر في ارتفاع أو انخفاض سعر العقار هو مساحته وهيئته التي بُني عليها وعمره، فسعر المتر هو الوحدة التي يُحدد بها السعر الأولي للعقار لذلك فإن مساحة العقار تؤثر تأثيرًا مُباشرًا في سعره، لكن سعر العقار لا يكفي وحده، فهيئة العقار تؤثر في سعره أيضًا إذ يهتم المُشتري بعدد غرف النوم ومساحة غرف المعيشة، وقد يغفل العديد من الأشخاص عن اعتبار عمر العقار في عوامل تقييمه، لكنه يُعد عامل مهم لأنه ليس علامة على متانة العقار، وأنه بُني بأحدث تكنولوجيا.

7- موقع العقار

قد يزيد موقع العقار من العرض والطلب عليه، مما يؤثر بشكلٍ رئيسي في سعره، وهُناك عدّة عوامل يتأثر بها موقع العقار مثل الإزدحام، والهدوء فأغلبيّة السكّان لا يتمنون أن يسكنوا في مكان مُزدحم وصاخب بل يرجو أن يكون منزله في مساحة هادئة، كذلك بالنسبة للقرب والبعد من الأماكن الحيويّة.

8- خدمات منطقة العقار

تميُّز المنطقة الموجودة فيها العقار على المناطق الأخرى، يؤدي إلى تميُّز العقار وارتفاع سعره نسبيًا، لهذا ينبغي عليك أن تبرز ذلك إذا كنت تنوي بيع عقارك وتعلم أن المنطقة الموجود فيها تتسم بقرب الخدمات وتعددها وإذا كنت تشتري عليك أن تعلم أحوال المنطقة ونظام الخدمات فيها.