2025-05-18

أيُّهما أفضل شراء شقة للسكن أم للإستثمار؟

في ظل التقلّبات الإقتصاديّة وتغيّر أولويات الأفراد، يُعدّ قرار شراء شقة من أهم القرارات المالية التي يمكن أن يتخذها الإنسان في حياته ومع تنامي الوعي الاستثماري، بات السؤال المطروح اليوم لا يقتصر فقط على "أين أشتري؟"، بل يتعداه إلى "لماذا أشتري؟" هل الهدف من الشراء هو تأمين مسكن دائم والاستقرار، أم استثمار المال وتحقيق عائد مادي؟ كلا الخيارين يحمل مزايا وتحديات تختلف باختلاف ظروف الفرد وأهدافه المالية، في هذا المقال، نستعرض الفرق بين شراء شقة للسكن وشرائها بغرض الإستثمار.

مُقارنة مُفصلة ما بين شراء شقة للسكن أو شراء شقة للإستثمار

1- الغرض والهدف

الهدف الأساسي من شراء شقة للسكن هو اسلوب الحياة والإستقرار الطويل الأمد، إذ أنَّ مُشتري الشقق السكنية يُركزون على عوامل مثل الحي، والقرب من العمل والمدارس والمرافق التي تُناسب نمط حياتهم، فهم يسعون إلى امتلاك منزل يتناسب مع احتياجات عائلاتهم وأذواقهم الشخصيّة مما يضمن أنه مكان يُمكنهم العيش فيه لسنواتٍ طويلة، امّا بالنسبة لشراء شقة للإستثمار فالهدف الرئيسي منه هو تحقيق عائد مالي سواء من خلال الدخل الإيجاري أو زيادة قيمة العقار، فالمُستثمرون غالبًا ما يركزون على الطلب في السوق وعوائد الإيجار وقابليّة إعادة البيع المُحتملة بدلاً من التفضيلات الشخصيّة ويعتمد القرار على الأرقام وليس العواطف مع التركيز على تعظيم الأرباح على المدى الطويل.

2- الإعتبارات التي تتعلّق بالموقع

يُفضل مُشتري الشقق بهدف السكن أن يكون موقع الشقة مُناسب للوصول إلى العمل والمدارس والرعاية الصحيّة ومراكز التسوّق والترفيه، فالتركيز يكون على جودة الحياة بدلاً من العائد المالي، كما أن المُشتري السكني قد يأخذ في عين الإعتبار عوامل مثل المساحات الخضراء وانخفاض مستويات الضوضاء والبيئة المُجتمعية، امّا مُشتري الشقق بهدف الإستثمار فإنهم يبحثون عن المناطق ذات الطلب الإيجاري المُرتفع الذي يقع بالقرب من مراكز الأعمال والجامعات والمناطق ذات إمكانات النمو العالية، ويستند القرار إلى الطلب الإيجاري والنمو طويل الأجل في الأسعار، كما أنهم يدرسون الإستقرار الإقتصادي للمنطقة والمشاريع المُستقبليّة للبنية التحتية.

3- التخطيط المالي والميزانيّة

عندما يرغب أي فرد في شراء شقة بهدف السكن يجب عليهم تقييم قدرتهم الماليّة وخيارات الرهن العقاري والإلتزامات الماليّة طويلة الأجل، فالمُدخرات الشخصيّة والقروض العقاريّة تلعب دورًا حيويًا في اتخاذ القرار، لذا يجب على المُشترين مُراعاة التكاليف المُستمرة لإمتلاك المنزل مثل توفر الخدمات والصيانة، امّا المُستثمرون العقاريّون فهم بحاجة إلى حساب الدخل الإيجاريّ المُحتمل والنفقات (الصيانة، إدارة الممتلكات، الضرائب) وغالبًا ما يستكشفون خيارات التمويل التي تزيد من الربحيّة والعائد المتوقع على الإستثمار.

4- ميّزات العقار

لا شكَّ بأن مُشتري الشقق بهدف السكن يُركزون على الراحة، الحجم، والتصميم الداخلي، والتفضيلات الشخصيّة في الميّزات من مثل مساحة المطبخ، مواقف السيّارات، والشرفات وميّزات عدّة أخرى أمّا مُشتري الشقق بهدف الإستثمار، فإنهم يركزون على العقارات التي يسهل تأجيرها أو إعادة بيعها، فشقق الأستوديو والوحدات المكونة من غرفة أو غرفتين والشقق المفروشة تجذب طلبًا إيجاريًا أعلى، كما أنهم يأخذون في الإعتبار العقارات ذات تكاليف الصيانة المنخفضة.

5- اتجاهات السوق

يُعد مُشتري السكن أقل تأثرًا بتقلبات السوق قصيرة الأجل لأنهم يُخططون العيش في الشقة على المدى الطويل ومع ذلك يجب عليهم مُراعاة إمكانيّة ارتفاع قيمة العقار في حال أنهم قرروا البيع في المُستقبل، امّا المُستثمرون العقاريّون يجب عليهم تحليل اتجاهات العقارات واستقرار سوق الإيجارات والعوامل الإقتصاديّة الأخرى التي تؤثر على قيمة العقارات والدخل الإيجاري، يجب أن يكونوا مُستعدين لتقلبات السوق وتغيّرات أسعار الفائدة وتغيّرات الطلب الإيجاري التي قد تؤثر على الربحية.